------ اقسام الموقع ------

اخر الاخبار

آخر الأخبار

الثلاثاء، أكتوبر 06، 2020

من يدق جرس كنيسة العبيدات ؟

تعبيرية 

في حادثة غريبة و طريفة , تستحق أن تُدوّن في تاريخ عشيرتي لتضاف الى سجل مكارمنا و مواقفنا المشرفة التي تدل على أصالة أهلنا و سماحتهم و طيبتهم و قبولهم للآخرين و وسطيتهم و حرصهم على أماكن العبادة للمؤمنين من أتباع الديانات كلها , أذكر لكم ما سمعته من روايات بعض الأقارب ما دفعني لمقابلة بطل القصة 

اقراء ايضا : دلة الدبايبة - مرضعة الملك حسين رحمه الله 

مطلع القرن الحادي و العشرين حضر المطران جورج المرّ - ممثل بابا الفاتيكان - من مادبا بسيارة دفع رباعي و بصحبته ونش و بكب ديانا الى بلدة الرفيد حيث الكنيسة المهجورة بسبب هجرة أخواننا المسيحيين الطوعية الى مشارق الأرض و مغاربها , ثم قام بفك جرس الكنيسة الضخم , و بعدها وضعه في سيارة الشحن مع بعض موجودات الكنيسة , حدث ذلك أمام بعض رجال البلدة دون أن يتدخل أحد بالأمر احتراما و تقديرا للمطران و صحبه , فهو صاحب الأمر و النهي , و هو صاحب الولاية الدينية على تلك الكنيسة , وصل الخبر الى مسامع السيد يوسف القفطان العبيدات أبو معن المعروف بنباهته و فطنته و حبه و كرهه للغُبن , فاعترض طريق المطران على مدخل الرفيد بجانب بيت المرحوم العم سليمان الكايد و طلب منه إعادة الجرس الى مكانه , لكن المطران رفض ذلك و قال لأبي معن : انا المطران جورج المر و صاحب القرار في نقل جرس الكنيسة . فأجابه أبو معن : و أنا يوسف المر و صاحب القرار بإعادة الجرس الى مكانه في كنيستنا , فقد كنت أدقه و أنا طفل صغير و كنت أخشع على صوت رناته و هو إرث وطني و جزء منّا .

اقراء ايضا : الشهيد البطل ابراهيم ابو لباد عضيبات 

رفض المطران ذلك , فهدّده يوسف القفطان بالشكوى لدى المحكمة , الا أن المطران لم يكترث و تابع مسيره نحو مدينة مادبا , تقدم أبو معن لدى المحكمة بشكوى موضوعها السرقة , فتم التعميم على المطران و صدرت بحقه مذكرة جلب , حاول الكثير من الأصدقاء و الأقارب التوسط لإسقاط الدعوى على أن يعود الجرس الى مكانه , لكن المشتكي رفض ذلك , عندها مثل المشتكى عليه أمام القاضي أبو عيد و معه الجرس , عندها طلب القاضي من أبي معن أن يوقع على استلام الجرس , رفض أبو معن أن يوقع قائلا للقاضي : هناك شيء أخر , سأله القاضي : و ماذا بعد ؟ فقال : هناك الصليب ياسيدي القاضي , فاستشاط المطران غضبا و قال : يا أخي انت بدك تصلي بالكنيسة ؟ ثم تعهد المطران بإعادة الصليب في اليوم التالي لأنه بقي في السيارة التي نقلت الجرس في اليوم السابق , و بعد أن وقّع المطران على التعهد بإعادة الصليب , قال القاضي لأبي معن : أه يا سيد يوسف هل بقي شيء آخر ؟ قال يوسف : نعم .. بقي الحبل يا سيدي القاضي . عندها أخرج القاضي من جيبه عشرة دنانير و قال :هذه ثمن حبل اذهب و اشتريه .

اقراء ايضا : الخريطة الاجتماعية لمدينة سوف 

خرج الجميع من قاعة المحكمة , فقابلهم على بابها خوري و معه عدد من رجال الدين المسيحي الذين سمعوا بالخبر , عانقوا أبا معن مشيدين بموقفه شاكرين له و لعشيرته حرصه و حبه و غيرته على كنيسة الرفيد التي حظيت بعدها باهتمام بالغ و صيانة بأمر من بابا الفاتيكان .

 الدكتور هاني عبيدات


للمزيد اضغط على الصورة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !