الكاتب الاستاذ علي عضيبات ابو اياد |
كنا في بلدة سوف تنقسم البلدة الى حارتين الحارة الغربيه ومشكلين من العشائر (التي لم تكن مبعث فرقة بيننا وإنما أسماء توشح نهايات أسمائنا عندما ينادي علينا الأستاذ في كشف الحضور والغياب) عتوم عضيبات قواقزة حوامدة زريقات بني مصطفى صمادية بوارنة ابوجابر جعار جعباني ديري، مع الاعتذار لمن لم يذكر من غير هؤلاء، وابناء الحاره الشرقية وهم النصف الآخر لهذه العشائر ، وكنا في آخر يوم من نهاية العام الدراسي (كما في هذه الأيام) نستذكر خلافاتنا مع أبناء الحارة الشرقية لننتقم منهم خاصة واننا لن نعود للمدرسة التي تقع في حيهم طيلة الإجازة الصيفية، وتبدا المناوشات أولا بحك الأكتاف ثم الدفع إلى أن يبدأ العراك الحقيقي بالحجارة والتي كنا نجيدها بفعل الألعاب التي كنا نمارسها مثل لعبة الكيزة والسبع احجار ومطاردة الكلاب والقطط والعصافير ، وهذا ليس المهم في الحقيقة ولكن المهم هو أن أبناء الحارة الشرقية هم أبناء العمومة مع ابناء الحارة الغربية، لا بل ليس هذا فحسب بل نجد من هم من كبار السن والمعروفين لي بالإسم كانوا يشجعون الفريق الذي هو من حارتهم والأجمل أن كل هذه المشكلات لم تكن تتعدى مستوى الأولاد المشاركين بها ولم تنعكس في يوم من الأيام على علاقة المودة والأخوة بين الكبار من الحارتين .
هذه الألفة والمحبة التي كانت تجمع أبناء القرية من مختلف عشائرها في سهراتهم بالمضافات ومشاركتهم بالاحتفال بالأعراس بلا دعوة (كما ذكر لي المرحوم خالد العبدالله عضيبات) وكانت أيديهم تنزف دما في رقصة الدحية نتيجة الحماس وروح المشاركة الحقة دون النظر لعشيرة الداعي، وقصة القوقزي دخل الله وذهابه للغور لإرضاء ابو لباد عضيبات وإعادته له لسوف بالحيلة قصة مشهورة يعرفها ابناء البلدة، ودفاع أبو الكشك وقتله قاطع الطريق (هواة ابو الكشك)، ومواقف بقية عشائر البلدة اجمع الموحد واستماتتهم في الدفاع عنها على مر التاريخ لهو خير دليل على تلك الأواصر المتينة التي تربط عشائر البلدة في السراء والضراء ، هذا إلى جانب المشاركة (المجانية) في رفع سقوف الدور وفي الحراث والحصيدة ومشاركة النساء في طلاء (تطيين) أسقف المنازل قبل فصل الشتاء. بل ذهبوا لما هو أبعد من ذلك ففي ورش العمل خارج البلدة. كانوا يجتمعون معا ويذكر على دعم تجمعهم اسم المرحوم سلطان الشبلي العتوم في ورشة عمل طريق جرش عجلون
وينشدون
حنا سوافنه مدربين # عا الموت نرمي دمنا
بل كانوا إذا سكنوا في بلد غير سوف مثل عمان اسموا حيهم حي السوافنة
الأحبة الكرام لست من دعاة العنصرية ولا القبلية العمياء المقيتة ولكن من أنصار القبيلة والعشيرة التي تدعو لمكارم الأخلاق ولطيف القيم كما كان لقائد معركة القاديسية عندما وزع ميمنة الجيش لعشيرة وميسرة الجيش لعشيرة اخرى وهكذا حيث استماتت كل عشيرة في الدفاع عن جانبها حتى لا تتعرض لعار الهزيمة من جهتها إن حصلت لا قدر الله فكان لهم النصر.
الاخوة الأكارم القادم خطير ووراء الأكمة ما ورأها ورغم أنني لا اتمنى الحرب ولا أحب التشاؤم ولكن أرى نذرها تقترب وشعلتها من اوكرانيا لا تنطفي فهل لنا ان نعمل على إعادة توثيق علاقاتنا على أسس كانت عليها، ليس من باب الرفاهية الاجتماعية، ولكن من ضرورات الحياة المعاشية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !