------ اقسام الموقع ------

اخر الاخبار

آخر الأخبار

الثلاثاء، أكتوبر 05، 2021

مطحنة الشرايط

 

مطحنة شرائط قديمه 

على صوت ينادي.... مطحنة شرايط.....مطحنة شرايط ، كانت الامهات والاطفال يعتبرونه حدثا مهما في حياتهم كل عام كنا الأطفال نركض خلفه وهو عباره عن تراكتور يجر خلفة ما يشبه مطحنة الحبوب القديمه  ،لم يكن لها موسما محددا ، أو مقرا ثابتا ، أو لونا واضحا ، تتنقل بين القرى والارياف والبوادي ، وان كانت المرة الأخيرة التي شاهدتها قبل 40 عام تقريبا ، كنت المح نساء الحاره ومن ضمننهم والدتي  يحملن فوق رؤوسهن او على الدواب ( الحمير ) البقج الكبيره والشولات وبداخلها ملابس باليه صيفيه وشتويه تم جمعها خلال العام وينزلن بها تلك الساحة الترابية الواسعة التي كانت موجوده بجانب المسلخ القديم والذي اصبح فيما بعد حديقه عامه وهي بالقرب من مديرية صحة جرش كما ان الساحة كانت تستخدم سوقا لبيع الحلال او كما يسمونه ( موقف الحلال ) والذي كان يعمل يومين في الاسبوع هم السبت والثلاثاء على ما اذكر .

 فجأة ينتشر الخبر بين نساء الحارة  او القريه ان مطحنة الشرايط وصلت ، متى وصلت لا أحد يعلم ، ماكنة يملكها رجل لم اعد اتذكر تفاصيله  ، يسند ظهره الى التراكتور القديم في وقت استراحته ، ويتفيأ به ، الى حين قدوم الأمهات المدبرات اللاتي يصنعن من العدم حياة ، أو الى حين انتهائهن من جردة حساب الفصول من الخزائن الحديدية و العلاقات المثقلة بكل قديم ، أو لحين فروغهن من تجريد القطع القديمة من السحابات و ولازرار لاعادة استخدامهن مرة ثانية وثالثة ورابعة وهذا ما كان يعرف بإعادة تدوير المدور وكانت تضعها والدتي في علبة حليب قديمه .

  اما المطحنة كما قلنا سابقا فهي تشبه الى حد بعيد جاروشة القمح لها قمع معدني يبتلع كل أصناف الأقمشة بألوانها المختلفة فيقطعها الى فتات  تشبه القطن و يكون هناك كيس كبير مصنوع من القماش او الكتان  مثبت على المطحنه ليتم جمع ما تم طحنه وكذلك لمنع تطاير الغبار الناتج عن عملية الطحن  .

 المطحنة تكون مجروره خلف تراكتور يتم تشغيلها بواسطة قشاط بينها وبين التراكتور ، ثم يقوم صاحبها بملئها بالاقمشه من القمع المعدني ليتم طحنها ومن ثم طرحها داخل الكيس الكبير ويتم جمعها من قبل صاحبة الملابس ووضعها داخل اكياس كبيره يتم حملها اما على الدواب او على الرؤوس  ، ليتم حشو فرشة او تنجيد لحاف من هذا الخليط المطحون ..

 يتكون الخليط المطحون من بناطيل ، ستر فوتيك، ربطات عنق طويلة جدا، وموديلات بائدة ، تنورات مختومة بالورود  بلايز صوف كبابيت وغيرها من الملابس ، قطع ملابس كان لها عزها ذات يوم ، حضرت أعراسا وشاركت في جاهات ، سافرت الى أماكن بعيدة وعادت الى مقرها ، الآن تسقط في فم المطحنة دون ان يشفع لها تاريخها ، ما كان يزعجني أن تلك الآلة الشرهة لم تكن تميز بين الألوان ، فقد كانت تفرم الأخضر والأحمر والأصفر وألأسود وتخرجه مزيجا بلا لون خيوط لا اصل لها ، تنتظر مهمتها في حشو وسائد ( مخده )  جديدة او انشاء فرشة جديده ، أو لحاف مزدوج ومفرد ، وما كان يزعجني اكثر هو صوتها المزعج كهدير الطياره وكذلك  اصطفاف النساء على الدور وخاصة في ايام الصيف الحارة وكذلك الاوامر والتعليمات التي تصدر من صاحب المطحنة ومنها يا نسوان اتأكدن ما في سحابات حديد، ما في كبسات حديد، ما فيه ازرار بلاستك ويقوم بتفتيش كل كيس ويتحكم بما يطحن وبما لا يطحن بقوله هذا لا يطحن لانه بخرب اسنان المطحنه ، مع اخذ كل الاحتياطات الواجبه الا ان الغبره الناتجه من ماكنة الطحن لا بد من وجوبها  هذه قصة اخرى خاصة لمن لديه تحسس ويبقى يعاني من تلك الغبره لفترات طويله  

 أحيانا كانت  النساء تنسى بعض الازرار على الملابس برغم من طلب صاحب المطحنة من ضرورة التأكد من عدم وجود ازره ، تتطاير بعض الأزرار والكبسات من فم المطحنة ، نلتقطها نحن الصغار نخبئها في جيوبنا على أنها لقية ، نحتفظ بها فترة من الزمن ، ثم ننساها ولم نكن ندري أن تلك الجيوب سوف تطحن يوما ما .

 فجأة كانت ترحل تلك المطحنة من مكانها دون سابق انذار بعد ان تمكث من اسبوع الى اسبوعين  ، فتعود نساء القرية ومن ضمنهم والدتي ، لتبدأ من جديد في  جمع و تجهيز الملابس حتى تعود المطحنة مره أخرى وربما لا تعود الا بعد عام كامل ،

 وداعا مطحنة الشرايط حيث بتنا نستخدم الاسفنج والبوليستر

 من ذكريات الزمن الجميل والتي تبقى حاضرة عبر الزمن


بقلم محمد شهاب عضيبات ابو اشرف 

المراجع 

ذكريات والدتي 

انترنت 



 



 

هناك تعليق واحد:

اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !