مطحنة شرائط قديمه |
على صوت ينادي.... مطحنة شرايط.....مطحنة شرايط ، كانت الامهات والاطفال يعتبرونه حدثا مهما في حياتهم كل عام كنا الأطفال نركض خلفه وهو عباره عن تراكتور يجر خلفة ما يشبه مطحنة الحبوب القديمه ،لم يكن لها موسما محددا ، أو مقرا ثابتا ، أو لونا واضحا ، تتنقل بين القرى والارياف والبوادي ، وان كانت المرة الأخيرة التي شاهدتها قبل 40 عام تقريبا ، كنت المح نساء الحاره ومن ضمننهم والدتي يحملن فوق رؤوسهن او على الدواب ( الحمير ) البقج الكبيره والشولات وبداخلها ملابس باليه صيفيه وشتويه تم جمعها خلال العام وينزلن بها تلك الساحة الترابية الواسعة التي كانت موجوده بجانب المسلخ القديم والذي اصبح فيما بعد حديقه عامه وهي بالقرب من مديرية صحة جرش كما ان الساحة كانت تستخدم سوقا لبيع الحلال او كما يسمونه ( موقف الحلال ) والذي كان يعمل يومين في الاسبوع هم السبت والثلاثاء على ما اذكر .
فجأة ينتشر الخبر بين نساء الحارة او القريه ان مطحنة الشرايط وصلت ، متى وصلت لا أحد يعلم ، ماكنة يملكها رجل لم اعد اتذكر تفاصيله ، يسند ظهره الى التراكتور القديم في وقت استراحته ، ويتفيأ به ، الى حين قدوم الأمهات المدبرات اللاتي يصنعن من العدم حياة ، أو الى حين انتهائهن من جردة حساب الفصول من الخزائن الحديدية و العلاقات المثقلة بكل قديم ، أو لحين فروغهن من تجريد القطع القديمة من السحابات و ولازرار لاعادة استخدامهن مرة ثانية وثالثة ورابعة وهذا ما كان يعرف بإعادة تدوير المدور وكانت تضعها والدتي في علبة حليب قديمه .
اما المطحنة كما قلنا سابقا فهي تشبه الى حد بعيد جاروشة القمح لها قمع معدني يبتلع كل أصناف الأقمشة بألوانها المختلفة فيقطعها الى فتات تشبه القطن و يكون هناك كيس كبير مصنوع من القماش او الكتان مثبت على المطحنه ليتم جمع ما تم طحنه وكذلك لمنع تطاير الغبار الناتج عن عملية الطحن .
المطحنة تكون مجروره خلف تراكتور يتم تشغيلها بواسطة قشاط بينها وبين التراكتور ، ثم يقوم صاحبها بملئها بالاقمشه من القمع المعدني ليتم طحنها ومن ثم طرحها داخل الكيس الكبير ويتم جمعها من قبل صاحبة الملابس ووضعها داخل اكياس كبيره يتم حملها اما على الدواب او على الرؤوس ، ليتم حشو فرشة او تنجيد لحاف من هذا الخليط المطحون ..
وداعا مطحنة الشرايط حيث بتنا نستخدم الاسفنج والبوليستر
بقلم محمد شهاب عضيبات ابو اشرف
المراجع
ذكريات والدتي
انترنت
يرحم ايام الزمن الجميل
ردحذف