مرياع الغنم

المرياع

وأنت تتأمل قطيع غنم ستلاحظ في مقدمته كبش قوي البنية، ذو هيبة، لا يجز صوفه أبدًا، وتعلّق حول عنقه الأجراس الرنّانة مما يشعرك بأنه الزعيم فعلًا، أجل هذا الكبش زعيم عصره يسمّى مرياع الغنم! فتعال معي لنتعرّف عليه.

يُحرم مرياع الغنم من أمه منذ لحظة ولادته ويسقى حليبها دون أن ينعم بالنظر إليها، غالبًا ما يوضع مع أنثى الحمار ليرضع منها من رضاعة صناعية توضع في خرجها فيظن أنها أمه ولا يسير إلا إذا سار الحمار فلا يتجاوزه ابدًا ومن خلفه طبعًا يسير بقية أفراد القطيع. الأغنام تسير خلف قائدها مرياع الغنم والقائد يسير خلف الحمار هذا بحقّ ما يدعى بالقائد الفارغ المغشوش!

لا ننسى علاقته الوطيدة مع الكلب حافظ أمن القطيع وكونه العضو المحبوب من كافة أفراد القطيع والمسؤول الكفؤ في توجيه القطيع فلا يجرؤ أحد على الخروج عن وحدة الصف. يمتاز بذكائه الشديد وقابليته للتعلم واستماعه لكافة أوامر سيدّه الراعي فلا إخلال ولا تقاعس!

هنالك نوعان من المرياع:
1. مرياع الراعي: وهو المرياع الذي يتبع الراعي فيسير خلفه ويتبعه القطيع.
2. ومرياع الحمار: وهو من إذا ما تحرّك الحمار تبعه والغنم من خلفه.
 
يسميه البعض شيخ قطيع الغنم ومنهم من يقول عنه ابن ساعته لأنه لم يذق حليب أمه ولم يشرب حليب اللبأ، ذلك السائل الذي يخرج من الثدي في أول أيام بعد الولادة ثم يختفي وهو غني بالمواد الغذائية والأجسام المضادة لزيادة مناعة المولود ومقاومة جسمه للأمراض.

يختلف الكثيرون في مسألة أكل لحم مرياع الغنم، حسب المعتقدات الشعبية المتداولة والمتعارف عليها فإنه لا بجوز أكله ولكن دينيًا أو صحيًا فلا بأس بلحمه.

وأخيرًا فالمرياع يكرّس حياته لقيادة القطيع فيتم إخصاؤه لكي لا ينشغل بشيء آخر سوى تنفيذ أوامر الراعي بالإضافة إلى أن الراعي يقوم بقص مقدمة قرونه لمنعها من النمو وبذلك لن يدخل الزعيم في معارك ومشاجرات لا نهاية لها تشغله عن وظيفته الأسمى وما يتسبب في انشقاق بعض أفراد القطيع والخروج من تبعيته. منقول