النوم على السُطُوح
تعود الذكريات الطيبة حاضرة عبر الزمن الماضي مستذكرة تلك الأيام
الماضية من القرن الماضي النوم على السطح او السطوح ظاهره كانت في الزمن الماضي و
بدأت في وقتنا الحالي تتلاشى بسبب تغير انماط حياة الناس لكن تبقى لها الذكريات
الطيبة في الزمن الماضي .
عندما يحين المساء و بالتحديد بعد المغرب تبدأ الامهات و البنات
بفرش الحصائر و الفراش على السطح بسبب حر الصيف فكانت الناس لا تتحمل حر البيت من
الداخل بسبب الظروف المادية الصعبة في ذلك الوقت لم تكن الناس تركب مكيفات فكانت
المراوح فقط هي الوسيلة المتاحة في ذلك الوقت لكن كانت لا تؤدي واجبها المطلوب على
اكمل وجه .
النوم على السطح له ميزه منها نسائم الهواء التي تجعل الناس تنام
بكل سهولة و يسر .
و تبدأ التعليلة للكبار مع شرب الشاي و الكاكاو و الحليب مع زعتر و
يانسون و كانت الساعة الثامنة أو العاشرة كل حسب عادته موعد النوم حتى تصحو بنشاط
وحيوية و البعض بعد صلاة العشاء .
كثير منا نام على السطح متعة النط على الفرشات و اللحف وقت المساء
أثناء قيام الأمهات و الجدات و الأخوات بفرش الفراش استعداد للنوم العجب يكيف على
النط على الفرشات و الجمباز متعة لا توصف وقت النطاط تبدأ الأمهات تقول لابناءهن(
العجب ) بقولهن " هي يا عجب وسختوا اللحف و الحرامات ما تعرفوا تقعدوا زي
الناس " طبعا يستمر اللعب مع التطنيش المستمر و متعة رفع الوسائد فوق بعض حتى
ينط على الفرشات و يا سلام اذا كانت صوف تنط مع شقلبه أو وضع الرأس على الأرض أو
الفرشه و رفع الرجلين بالهواء ...
متعة التخبي تحت اللحف و اللعب المستمر طبعا الأمهات و الجدات نقول
" هي يا عجب مسختوا اللحف كل الغسيل راح على الفاضي " ...
طبعا الان يأتيك صاروخ ارض جو يصيب الهدف مباشره و يرميك على
اللحاف و دموعك شلال ... الصاروخ هو حذاء بلاستيكي زمان كانت الناس تسميه ( وطى)
... من مميزاته يتم ثنيه بكل سهوله و مؤلم أثناء اصابه الهدف ( و هو العيل) .
فكانت الامهات و الجدات عندما يتصرف بهذه التصرفات تقوم باطلاق
العقوبات منها الحفايات نحو الهدف فتسقطه ارضا من شدة الالم الذي حل بالمصاب و
بعبارة اخرى اقعد يا قاروط و يا قواريط او كف طائر بسرعة جنونية او رفشة رجل او
عصا مكنسة او حزام و عدد من الوسائل ﻻ التي كانت متاحة في ذلك الوقت .
أثناء النط تنط على الفرشه و من السرعه تخرج إلى الأرض أو زاويه و
توكلك فشخه و دمك يسيل و هات رقعها هسا مع البهادل المستمره " ما تقعدوا محل
واحد إلا تنطوا " طبعا مع الإسعافات الأولية توكلك كف أو كفين و بدك تتحمل...
و من ذكريات السطوح كانوا ابائنا وامهاتنا بضحكوا علينا اذا لم
تستطيع النوم عد النجوم و من كثر العد بتنام للفجر فعلا كانت و سيلة نستمتع بها و
لكن من كثر العد تعود لنقطة البداية .
و من ذكرياته ايام الدراسة الاساسية و الثانوية و الجامعية بتفتح
الكتاب و تقرأ و تتمعن بالفضاء الخارجي و كيف رفع الله السماء بغير عمد ؟
و كل ما تمر طائرة تقولك امك وجدتك يا ولد ادرس حتى تصير طيار
واحيانا الحلم يصبح حقيقة .
كان النوم على السطح امان اكثر من النوم امام البيوت تغلق الابواب
بالاقفال و لا تزعجك الحشرات و احيانا العقارب و الافاعي التي تخرج من الاسوار او
من الحجارة التي حول البيت بسبب عدم وجود جدران استنادية او خارجية للبيت في ذلك
الوقت .
عندما يحين موعد اذان الفجر تسمع صوت المؤذن بوضوح فتقوم و تصلي
بنشاط .
و عندما تطلع الشمس و خاصة في الصيف عطلة المدارس تبقى نائم و
عندما تصلك الشمس تغطي راسك و كلما اشتد الحر تحاول ان تذهب الى مكان فيه ظل لكن
بالنهاية تستسلم و تنزل من السطح الى داخل البيت.
و تعود الى مروحة السقف و تنام تحتها و تسمع اصوات الغاز او الببور
او تشم رائحة الخبز و من شدة الرائحة لا تقاوم فتقوم و تغسل و جهك بالصابون ثم
تذهب عند امك او من يخبز فتأكل الخبز مع زيت الزيتون و الزعتر و الزيتون و كأس
الشاي انها ايام اصبحت ذكريات تكتب .
ما اجمل النوم على السطح ايام الزمن الجميل الزمن الماضي الا يحن
كل واحد منا الى الماضي .
اليوم تغير الحال مكيف و غرفة نوم و تنام على تخت و فرشه و لا
يعجبك النوم .
و من تعليمات النوم على السطوح يمنع النظر على جوانب البيت من
الاعلى احتراما للجيران و كانت الناس تعمل رواق للنوم ساتر عن الجيران و من حر
الشمس يتآكل و لا بد من تغييره فكان يصنع من اكياس الارز الفارغة
من منا لا يحن الى الماضي البعيد الى تلك الايام الطيبة
و تبقى الذكريات الطيبة حاضرة عبر الزمن .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !