يقول مواطن : في المساء توفي والدي وهو رجل كبير بالسن فذهبنا به للمستشفى وتم تحويله للطب الشرعي وفي الصباح توزعنا أبناؤه الثلاثة ، واحد في الطب الشرعي والآخر ذهب لتجهيز قبر والدي ، وأنا كان دوري لتجهيز طعام الغداء بعد الدفن ، وتم إختيار الذبائح وإجراء اللازم وذهبتُ للبحث عن مطبخ ليقوم بطهي الطعام ، وسجل لنا الطباخ قائمه كبيره بالمستلزمات وأحضرناها ، وكل ١٠ دقائق يتم طلب شيء ما وأذهب لإحضاره .
لم يتم تشريح والدي لوجود سيره مرضيه حيث تم تغسيله وتكفينه ووضعه في مسجد البلده وأنا لازلت أجهز في الطعام ، أقيمت صلاة الظهر وصلاة الجنازه وتم نقل الجثمان إلى المقبره ، وبعد أن أطمأنيت على طعام الغداء أنه أنجز ، ذهبت للمقبره لوداع والدي ولكن لم أستطع وداعه حيث كانوا قد أتموا مراسيم الدفن ، واصطف الجميع لتقبل العزاء وقد شاهدت في المقبره مدخنين وهواتف رنينها متواصل وكل أثنين أو ثلاثه في زاوية وسواليفهم وضحكاتهم تعلو المكان ولا يعرفون حرمة الميت أو حرمة المقبره ، وأنا كان وقوفي على بوابة القبر أستجير بالناس من خلال دعوتي لهم لتناول طعام الغداء في صيوان تم بناؤه لهذا الغرض وأقول : إللي بحب المرحوم يحضر الغداء
ومن تم توجهنا إلى الصيوان ، وكان الجلوس بين ضحك ودردشه وإستغابه وتعليقات على كل من يدخل للعزاء
تم وضع المناسف والمياه على الطاولات وكان عددها ٥٠ منسفا للرجال و٢٥ للنساء ، ودعوت الرجال للتقدم على الميسور وأنا بينهم أنادي بأعلى صوتي من يريد شراب من يريد مياه من يريد خبز شراك ،
وأنا أتجول بين الطاولات كنت أسمع همسا ، ومن هذا الهمس منهم من يقول اللحم غير ناضج وآخر يقول هذا روماني وليس بلدي وطاوله أخرى من يقول الرز غير مستوي وآخر يقول الطباخ شغله مش صح ، وينبري آخر ليؤكد لهم بأن الجميد سوري ، وآخر يقول المياه ساخنه ، وتعلمون الأحاديث التي تدور بين الجميع .
نهاية حديث المواطن يقول ومن تجربته الشخصية :
كان العزاء ٣ أيام لم نذق طعم النوم وكنا كل يوم نوصي على ما يقارب من ٢٥ الى ٣٠ منسف للرجال والنساء وناهيك عن كراتين المياه والقهوه والتمر الذي كان من أجود الأنواع ، وكانت الخلاصه عشرة آلاف دينار موزعة على الأخوه الثلاثة ،
وتساءلت مع نفسي ما الذي حدث ولماذا ،
هل العزاء يرفع من قيمة المتوفي ويحجز له جناحا في الجنة
هل هذه المصاريف غير الضروريه هي حسنه عن روحه وهل تقبل عند الله
السؤال :
إلى متى نقبع وراء المثاليات وإلى متى نبقى أسيرين للعادات والتقاليد الضارة
هل نجد من يصرخ بأعلى صوته : كفى بذخاً في بيوت العزاء .... منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !