الكاتب رياض بني مصطفى |
لقد اصبحت الاردن مركزا للثوار العرب ومساندة ثورتهم
وكثيرا ما تعرض ابناء الاردن الى دفع ثمن ذلك الا ان موقفهم ظل ثابتا في دعم
الثوار ومساندتهم ويمكن توضيح ذلك من خلال العديد من المواقف والتي سيتم الحديث
عنها في الجزء السادس من صفحات من نضال الشعب الاردني على النحو التالي :
فقد شارك أعضاء حزب
الاستقلال في تشكيل حكومة شرقي الاردن , وقامت عدة عمليات من قبل الثوار السورين
من أراضي شرق الاردن وبدعم من الوطنيين الأردنيين ففي 1923م جرت محاولة اغتيال
الجنرال غورو , ,وتحمل شرقي الاردن الكثير من المصاعب في سبيل بقائهم ونصرتهم فرفض
تسليمهم لسلطات الانتداب وعندما حاول بيك إلقاء القبض على احمد مريود قام محمد علي
العجلوني بإنقاذه و قامت مظاهرة في عمان ,وقامت المظاهرات في البلاد عندما
تم القبض على إبراهيم هنانو في القدس وبعد مغادرته عمان واستضافه الأمير عبد
الله, وتولى كشافة شرقي الاردن مهمة تامين المراسلات بين الثوار السورين ,وكثيرا
ما كانت القوات الفرنسية تجتاز الحدود لملاحقة الثوار ,وكثيرا ما قامت سلطات
الانتداب البريطاني بإجراءات عديدة لمنع مساندة الثوار السورين مثل الاعتقال
وتوجيه تهم الاشتغال بالدسائس الخارجية والداخلية ومنهم توفيق وصالح النجداوي وعلي
خلقي ,وعندما نشط السورين على حدود شرقي الاردن اتخذت السلطات البريطانية العديد
من الإجراءات مثل بناء عدد كبير من المخافر واعتقال الثوار وإتباع سياسة
الإبعاد,والتخلص من الضباط الوطنين والتحقيق مع العديد من الشخصيات الاردنية وسجن
البعض منها ومنهم بشير الحسن الغزاوي وولده وسليمان السودي الروسان وعبد القادر
التل وصالح مصطفى التل ,ولوحق العديد مثل سعيد خير وراشد الخزاعي وعلي نيازي التل
وصالح النجداوي ,وزيادة عدد الجواسيس والمخبرين الانجليز والفرنسيين واخذ التعهدات
على المواطنين بعدم دعم الثورة السورية (حيث قام بيك بجمع مشايخ الاردن في ايلول
1925م ) ,ومنع السفر الى سوريا ما بين غروب الشمس والفجر,ووضع سيارات مصفحة على
محطة المفرق وإنشاء مطار هناك ,وتكررت الاحتجاجات الفرنسية لدى السلطات البريطانية
بسبب كون شرقي الاردن مركزا للثوار السورين ,وبقي دعم أبناء شرقي الاردن
للثورة السورية ثابتا بل يزداد يوما بعد يوما ,فقد تم جمع التبرعات للثوار السورين
بالرغم من الأوضاع الاقتصادية للبلاد وازداد ذلك في عام 1926 م وشكلت لجان في جميع
أنحاء البلاد لجمع التبرعات ,وأقيم احتفال كبير في عمان 1930م في 8 آذار بذكرى
الاستقلال المغتصب ,وشارك أبناء شرقي الاردن في كل المؤتمرات التي عقدها الثوار
السورين مثل مؤتمر الصحراء في 1929م بزعامة سلطان الأطرش ,وشاركوا كذلك في عام
1931م في الاجتماع الذي دعا اليه الدكتور خالد الخطيب احد المجاهدين السورين
احتجاجا على القتلى الذين سقطوا في سوريا في كانون الأول 1931م وصدر بيانا في
نهاية الاجتماع ,وعندما تجددت الثورة السورية عام 1936م كانت اربد وعجلون وعمان
والسلط من اكبر معاقل الثوار ,وشهدت المدن مظاهرات ففي عام 1936م وأضربت عمان
وأقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء وأرسلت برقيات الاستنكار الى عصبة الأمم
ومجلس النواب الفرنسي ومجلس الشيوخ , وتشكلت لجان تحت رعاية الأمير عبد الله بن
الحسين لمساندة السورين في الفيضانات التي اجتاحت البلاد في عام 1937م ,ومن ابرز الذين وقفوا الى جانب الثورة السورية
حديثه الخريشا والشيخ خلف النعير الصفاوي وحاولت سلطات الانتداب البريطاني
اعتقالهم ...... الى اللقاء في الصفحة القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !