------ اقسام الموقع ------

اخر الاخبار

آخر الأخبار

الخميس، سبتمبر 23، 2021

الجلة وقود أيام زمان

نشر الجله لغاية تنشيفها 

كان أهالينا يستعملون الجلة للتدفئة حيث كان يوجد في زاوية الغرفة ما يشبه الموقدة  (الفاير بليس ) في وقتنا الحالي لكن بطريقة بدائية وبسيطة  يسمى الداخون وكان يصنع من التراب الأصفر الصلصال المخلوط بالتبن حيث توضع  الجلة والقليل من الحطب في أيام الشتاء   داخله لغايات التدفئة  وخبز العجين وطهي الطعام وتطور الوضع لاحقا ليتم استخدامها في صوبة الحطب وكوقود للطبخ وتسخين المياه وإلى آخره ، كذلك كانت توجد حفرة في وسط المنزل وتسمى (النقرة ) تستخدم لغايات الطبخ وتسخين المياه وكذلك للتدفئة وكذلك كانت توضع في التنور لخبز العجين والتنور عبارة عن شكل دائري مصنوع من التراب الأصفر الصلصال والتبن ويوجد فيه فتحة جانبية وفتحة  واسعة من الأعلى .
كانت تصنع الجلة من روث البقر ( مخلفات البقر )  أجلّكم الله إذ يجمعون الروث ويعملونه على شكل أقراص دائرية ويضعونه على السناسل أو على سطوح المنازل أو في الحواكير  تحت أشعة الشمس لكي يجف ويصبح صالحا للأستعمال ويتم تخزين الروث (الجلة) في خيشة خاصة لأستعماله عند الحاجة .

وكذلك كانت تصنع  الجلة من زبل الغنم  واذكر أنه كان يجمع  زبل الغنم حتى يصبح  كوما كبيرا وبعد ذلك يوضع عليه كميه من التبن  ويتم خلطه مع الزبل كما يتم خلط الباطون ويوضع عليه كمية من المياه حتى تتشرب وتصبح لزجة حتى يسهل تشكيله

كان القالب بذلك الوقت عبارة عن علبة السمنة الصغيرة بحيث يوضع بها كمية ويتم ضغطها ومن ثم إخراجها من العلبة ونشرها اما على سطح المنزل أو على السنسال أو في الحاكورة وبعد اكتمال عملية التنشيف يتم ركنها بإحدى زوايا الغرفة  ليتم استخدامها لاحقا إما بالتدفئة أو في طهي الطعام .

وقال الشاعر :الجله ما صيدي الجله        عندي وقود يكفيني 
                  صيدي حبيبي ورا التله     ومواعده تا يلاقيني  

بقى أن نقول :  ان الجلة في ذاك الزمن الجميل تشبه إلى حد كبير الجفت المصنوع من مخلفات الزيتون في أيامنا هذه .

و تبقى الذكريات الطيبة حاضرة عبر الزمن.

الكاتب :  محمد شهاب عضيبات ابو اشرف 

تدقيق الموضوع لغويا وتراثيا : الاستاذ محمد خالد عضيبات ابو فراس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !