------ اقسام الموقع ------

اخر الاخبار

آخر الأخبار

السبت، فبراير 22، 2025

المرحومة عيده عقله عضيبات ام مشهور

 

المرحومة ام مشهور عضيبات 

أم مشهور-عيده عقله مفلح عضيبات، زوجة الحاج مفلح عضيبات ابو مشهور ، توفيت عن عمرٍ يناهز 74 عاماً.
صبيحة هذا اليوم حين استيقظتُ من نومي سمعتُ أحد المساجد يعلن رحيلها عن الدنيا، لا أعلم حين سمعت نبأ وفاتها لِما عاد بي شريط الذاكره لما قبل أربع سنوات...

كانت جارتي قُبالة شيك الاثار ، حيث كنتُ مستاجرةً لديهم قبل انتقالي لبيتي الذي طال شوقي اليه..حيث كنت أقطن الطابق الارضي في بيت ابنها عصام .


جمعني بها الزمن ، حيث ابان تلك الفترة كان زوجي مسافراً في دولة البحرين وكان ولدها عصام وعائلته مسافرون الى أبو ظبي، تشابهنا بغياب أحباءنا..ربما بالوحده .


لطالما سألتُ نفسي :-تُرى كيف سيكون ردة فعل عصام اذا ماعلم بوفاتها وهو مغترب..؟! لكثرة ما كانت تلهج بِذِكره واسمه، تقاسمنا أعرف أن الأمهات حنونات ومحبات لابنائهن ولكنني لم أرى حبّاً يشبه حُبّها ل"عصام"وكانت تلفظ اسمه بفتح العين "عَصام".


حيث كنت واياها نزرع في نهاية الشتاء البازيلا والفول..لنلتقطه في الربيع لنخبئه لغائبينا في الفريزر لحين عودة غائِبينا ، كانت تقطف الكرز والاسكدنيا في شهر ايار-٥ وتخبئها بالثلاجه لحين عودة عصام في شهر 7 ، علماً بأن عصام ليس وحيدها..فهو ابن لها مضاف اليه ثمانيةُ أُخوةٍ..ولكن يبدو أنها كانت تُطبّق مقولة الأعرابي حين سأله الرسول صلّ الله عليه وسلم:-أيّ أبناءِك أحبُّ إليك؟ فأجابه الأعرابي :- الصغير حتى يكبر والمريضُ حتى يشفى والغائب حتى يعود.


حالما اذاع عن وفاتها المسجد اليوم ، أول  ماخطر ببالي جملة قالتها لي مِراراً:بتمنى يُمه يا إخلاص إنه يكون يومي قبل يوم أبو مشهور حتى قلبي مايذوق لوعه عليه وبتمنى يموت بعدي ثالث يوم عزاي قبل يفكوا بيت عزاي يفتحوا بيت عزاه مشان مايذل ولا يعيش الوحده والحزن بعدي وأن أموت بجو صافي لافيه حر الصيف ولا ماطر مشان الناس تدفني بدون ما أغلبهم..


ام مشهور..


تحققت أمنيتك الأولى بأن مِتي قبله والثالثه حيث جاءت وفاتك في يوم ربيعي لايحمل حرّ الصيف ولا برد ومطر الشتاء..فهل ستتحقق الثالثه..؟!.


أشهد الله أنني عاشرتك 4 سنوات ولم أرى بحياتي مثلك شخص يكره النميمه الا أمي..لم تُسيئي لأحد بلسانك أبداً .حتى طليقة ابنك طلبتِ مني أن أحضر لك رقم هاتفها ..وحينما كنتِ تُهاتفينها كنتِ بحراً من الدفء والود والحنان معها ولا تُخاطبينها الا بكلمة "يُمّهْ".


أشهد أنني لم أرى بعيني أم تخاف على رِزق أبنائها كمثلك إلا أمي..أشهد بأنني رأيتُ بأُعيني ان كنائنك كُن يدخلن فارغات الأيدي عليك ويخرجن محمّلات بالأكياس، أشهد أن دلة قهوتك الصباحيه ستفتقدك كثيراً حين كنت تُعدينها في الصباح الباكر وتجلسين ورفيق دربك وتوأم روحك أبو مشهور على برندية البيت بيت القوارير والزريعه التي تُحيط بها من كل صوب، ستفتفدك صوبة الحطب التى كانت تُشع الدف في أركان الغرفه كلما زرتك ، ستفتقدك الخبيزه حول البيت التي كنت تقطفينها لي ولك، ستفتقدك كل نساء الحي والمسجد الذي جل فرائضك تُؤدينه  به ، سيفتقدك أبا مشهور وأبناءك التسعه  ، سيفتقدك كثيراً وكثيراً "عصام"..لازالت حكاياتك عنه وعن مكالماته وخوفه عليك وهو في الغربة عالقة بذاكرتي.


أسألك بعد أن رحلتِ عن الدنيا ، رغم يقيني أنكِ لن تُجيبني، من أين أتيتِ بطاقة الحب والحنان الهائلة تلك لتغدقيها على أبناءك وزوجك، رغم أنك لم تتربي بحضن أمك ، فكما رَويتي لي أن أمك ماتت وأنتِ صغيرةٌ جداً ولا تتذكرين ملامحها، أين لكِ طاقة الحنان تلك وأنتي لم يَهِبك الله أختاً تتذوقين حنان الأخوات وحبهنّ العظيم الذي لايحده زمن ولا ظرف، فقد كنت وحيدة على اخوان ذكور، كيف وأنتي  لم تُرزقي ببنت وتتذوقين حنان وأُنس البنات.. ؟!


كيف يامن كانت صدقتك للمال وللزرع تخرج قبل أي شيء..يامن كنتِ تعتمرين كل عام أو عامٍ بعد عام..وحججتِ لبيت الله الحرام..وكافحتِ جنباً الى جنب مع حبيبك ورفيق دربك وتوأمك أبا مشهور.


رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ووالدي و جميع موتى المسلمين والمسلمات..رحلتِ ويوماً ما سأرحل ..ربما بقي القليل أو الكثير..وسنرحل جميعاً .


وأسألُ الله أن تلقيه ضاحكةً مستبشره كما في صورتك 


سامحيني أنني وعدت بزيارتك منذ رحلت لبيتي ولم أُوفي..سامحيني عندما كنتِ تأتين الي طالبةً الانس والجلوس سويّاً لكن ظروفي تمنعني فتضطري أحياناً ان تجلسي وحدك او مع طلابي لانشغالي بهم..
سامحيني يا أيتها المرأة العظيمه والأم الحنون الرؤوم ...

مزيد من التفاصيل اضغط على الصورة 


بقلم : اخلاص المقابله بقلم : اخلاص المقابله

هناك تعليق واحد:

اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !