لقد كان أبناء الأردن قوميون عُربيون المواقف
والأهداف والغايات يبذلون الغالي والنفيس في سبيل أمتهم ووحدتها وقد دل على ذلك الكثير من المواقف والتي
نشير إلى بعض منها في الجزء الرابع من صفحات نضال الشعب الأردني ومنها :
- مقاومة
البريطانيين في فلسطين وحمل السلاح احتجاجا على المشاريع الصهيونية ,حيث
تجمعت أعدادا غفيرة من المواطنين من نواحي الكفارات وبني عبيد والرمثا
والوسطية وعقد اجتماع كبير في قم وفيه تقرر الهجوم على اليهود والانجليز ,وقد
أغار جموع المواطنين على سمخ وبيسان في عام 1920 م وبعض القرى اليهودية ,فذعر
اليهود وولوا مولين الأدبار ,وتم في هذا الهجوم قطع سير القطارات بين حيفا
ودمشق وتعطلت المواصلات البرقية والهاتفية ,وتدخلت سلطات الانتداب البريطاني
بطائراتها الحربية فقصفت جموع المهاجمين بالقنابل بعد أن قاموا بقطع نهر اليرموك
ونهر الاردن الى سمخ وبيسان ,فاضطر المهاجمين الى العودة ,واستشهد منهم عشرة
رجال كان من بينهم الشيخ كايد المفلح العبيدات وفندي المفلح العبيدات
وسلطان الجبر المفلح العبيدات وفندي القفطان ,وتعرضت على اثر ذلك قرية أم قيس
لقصف طائرات الانتداب البريطاني.
- تنادي أبناء شرقي الاردن لمشاركة الملك
فيصل بن الحسين الدفاع عن سوريا ضد السلطات الفرنسية ,فقد زحفت قوة كبيرة من
العشائر الاردنية بزعامة سلطان بن عدوان وقوة أخرى من شراكسة أبناء شرقي
الاردن بزعامة ميرزا باشا وسعيد المفتي ,ومن أبناء شرقي الاردن الذين ابلوا
بلاء حسنا في معركة ميسلون الرئيس محمد علي العجلوني الذي عهد إليه قيادة
الحرس الملكي ,وعلى اثر الاحتلال الفرنسي لسوريا صدرت أحكام بالإعدام
على عدد من أقطاب العهد الفيصلي ,بينهم عدد من أهل الاردن وفلسطين ومنهم امر
اللواء علي خلقي وعوني عبد الهادي ورفيق التميمي .
- اشتراك أهل شرقي الاردن في حركة المقاومة
التي قام بها أهل حوران ضد الاحتلال الفرنسي اثر خروج الملك فيصل من سوريا
,فبعد معركة ميسلون قام وفد من حكومة علاء الدروبي في 21 أب 1920م بزيارة
درعا من اجل التباحث مع زعماء حوران بأمر الغرامة التي فرضها الفرنسيين على
أهل سوريا ,وتجمع عدد كبير من أهل حوران من الثائرين في محطة خربة
الغزالة وقتلوا بعض أعضاء الوفد وبعض الجنود الفرنسيين وقطعوا المواصلات
البرقية والهاتفية وعطلوا خط سكة الحديد واخذوا يستعدون للمقاومة ,وعقد شيوخ
حوران اجتماعا في قرية نصيب قريبا من حدود شرقي الاردن ,وقرروا مقاومة
الفرنسيين ,وأرسلت الرسائل الى أهل شرقي الاردن للاشتراك في المقاومة
,وأرسلوا رسالة الى الشريف الحسين بن علي ليرسل احد أبنائه لقيادتهم ,وتنادى
أبناء شرقي الاردن للمعركة ,فسافر عدد من أهل عمان والبلقاء ومعهم مدفعان
بواسطة القطار ,وسافرت حملة من فرسان العشائر بقيادة منور الحديد لا يقل
عددها عن 400 فارس وعدد من رجال الجيش العربي الفيصلي ,وتولى قيادة المتطوعين
الأردنيين الشريف علي البديوي ,وجرت المعركة في شهر أب 1920م في منطقة الكسوة
جنوبي دمشق ,واشترك أبناء شرقي الاردن في المعركة بالقرب من قرية نوى حيث
استعمل الفرنسيين مدافعهم في ضرب المقاتلين وقام الخيالة من أبناء شرقي
الاردن بالالتفاف حول خط الفرنسيين ودارت معركة عنيفة وابدوا أبناء شرقي
الاردن شجاعة فائقة واستمرت المعركة حتى العصر ,وتمت الغلبة للفرنسيين ,وبعد
نهاية المعركة عاد مقاتلين أبناء شرقي الاردن الى البلاد عن طريق طفس –
الرمثا – سوف ,وكان عدد الذين اشتركوا في المعركة لا يقل عن ألف مقاتل كانت
أسلحتهم من البنادق ......... الى اللقاء في الصفحة الخامسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !