الشهيد النقيب محمد امين عبد الله هندي الحميدان العساكرة
المناصير/ عباد (1940-1967)الشهيد النقيب محمد المناصير العبادي
التحق محمد امين بالقوات المسلحة حوالي عام 1955 وكان
عمره خمسة عشر عاما ، ولم توافق لجنة التجنيد على تجنيده ، فقالوا له انت صغير ،
فقال عبارته المشهورة :(اكبر عندكم) فوافقت اللجنة وقاموا بتجنيده فورا .
وكأن كان يعرف معنى ان يكون جنديا ، وخدم في سلاح
المدرعات ثم سلاح الدروع ، الى ان اصبح قائد سرية دبابات في كتيبة 12 اثناء حرب
عام 1967 . استشهد في عام 1967 ... على ثرى فلسطين في محور جنين - نابلس على ميسرة
الجيش العراقي .. وقد دفن جيش العدو جثمانه بمراسم عسكرية .. لان دباباته دوخت
دبابات العدو ... فجاؤوهم بالخدعة وبدبابات تحمل علم العراق ....فقد كان في القاطع
اللواء الثامن العراقي بقيادة اللواء محمود عريم الدليمي ....
وقد قضى مناضلا عن الارض المقدسة في اكناف المسجد
الاقصى ، وهو يقاتل بشراسة ، حتى ان دبابات العدو لم تستطع اختراق القاطع العسكري
من جانبه ، فتحايل العدو ، ورفع العلم العراقي على دباباته واقترب من قيادة السرية
، وخرج النقيب البطل عندما سمع حركة قائلا من هناك ؟ فأجاب جنود العدو : عراقيين
... وارفقوا هذا الكلام بصليات من رشاشات الدبابات نحو القائد محمد امين فأصيب ،
ونقله زملائه الى المستشفى فلقي مصرعه شهيدا .. استشهد في مثلث الشهداء في جنين
خلال معركة الدبابات الشهيرة ...ودفن في نابلس بعد الفجر حيث بقي ينزف من المغرب
للفجر .....
وقد اشاد الملك الحسين بشجاعته في احدى خطاباته وذكره
بالاسم . وهذه تفصيلات المعارك التي خاضتها القوات الاردنية التي يقود احدى سراياها
النقيب محمد امين عبد الله العبادي في القاطع الشمالي في الضفة الغربية جنين -
نابلس : كان القطاع يسمى القطاع الثالث فهو القطاع الشمالي اي قطاع نابلس حيث اناط
الاردن مهمة الدفاع عن الجبهة بعرض 25 ـ 30 ميل تضم قباطية وجنين وطوباس ، بلواءين
هما ؛ لواء خالد بن الوليد بقيادة العقيد عواد الخالدي . والذي يضم ثلاثة كتائب هي
كتيبة موسى بن نصير 19 وكتيبة طارق بن زياد 20 وكتيبة عقبة بن نافع 21 ، وكان
.والحقت به كتيبة الدبابات 12 ناقص سرية (م47) وكان قائد كتيبة الدبابات 12 هو
الرائد صالح ابو الفول ، وقد استشد من كتيبة الدبابات 12 قائد احدى سراياها وهو
النقيب محمد امين عبد الله المناصير العبادي ، اما اللواء الثاني فهو لواء عالية
بقيادة العقيد تركي بعارة في منطقة طولكرم وقلقيلية ونابلس على جبهة بعرض 15_20
ميلا ، ويضم اللواء ثلاثة كتائب هي كتيبة الملك علي 5 وكتيبة الملك عبد الله 7
وكتيبة محمد الخامس 14.بالاضافة الى قوة احتياط لمساندة اللواءين تتالف من لواءين
هما اللواء المدرع الاربعين ( دروع ) ولواء القادسية ( مشاة) . وكان اللواء المدرع
الاربعين بقيادة العقيد راكان عناد الجازي قي دامية غربي النهر ، ويضم اللواء ثلاث
كتائب هي كتيبة الدبابات الثانية ( طراز باتون) وكتيبة الدبابات الرابعة ( طراز
باتون ) والكتيبة الالية الاولى المحمولة ، والحق باللواء كتيبة مدفعية وبطارية
مدفعية مضادة للطائرات ومفرزة مهندسين . اما لواء القادسية فقد كان بقيادة العقيد
قاسم المعايطة في منطقة الجفتلك دامية غربي تهر الارن ويضم اللواء ثلاث كتائب مشاة
هي كتيبة عمر بن الخطاب 41 وكتيبة سعد بن ابي وقاص 43 وكتيبة حمزة بن عباد المطلب
45 . وكانت في جنوب جنين كتيبة الدبابات 12 المستقلة بقيادة الرائد طالح ابو الفول
، والتي كان احد قادة سراياها النقيب محمد امين المناصير العبادي . اما جيش العدو
على هذه الجبهة فقد كان يقوده العميد دافيد اليعازار وكان تحت امرته فرقة مدرعة
بقيادة العقيد بيليد . ولواء مشاة آلي ولواء مشاة في منطقة بيسان ، ولواء مشاة
بالقرب من طولكرم . بدأ العدو هجومه على هذه الجبهة الساعة الثالثة بعد ظهر 5
حزيران . على محورين محور جنين دير شرف ومحور جنين طوباس وادي الباذان . وبعد هجوم
العدو العنيف امر قائد الجبهة الفريق عبد المنعم رياض اللواء الاربعين ليتحرك من
اريحا الى غربي جسر دامية ثم يتحرك غربا لتعزيز الدفاع عن منطقة جنين . وتحت القصف
الجوي تحرك اللواء الاربعين وتمكنت احدى كتائبه من الوصول الى مثلث الشهداء ووصلت
الاخرى الى محور سيلة الظهر والثالثة الى منطقة الكفير . وفي صباح 6 حزيران دارت
معركة دبابات عنيفة مما اضطر العدو الى التراجع بعد ان خسر 24 دبابة ، الا ان
تراجع قوات العدو كان هدفه افساح المجال للطيران لقصف القوات الاردنية ، الذي اخذت
تقصف الدبابات الاردنية والاليات والسيارات ، كما نشبت معركة دبابات عنيفة الى
الشرق من قرية الزبابدة . وفي الوقت نفسه لجأ العدو الى التضليل فأرسل كتيبة مشاة
اسرائيلية من بيسان باتجاه الجفتلك لايهام الجيش الاردني بانه ستقطع الطريق عليه
وتصل الى جسر دامية وتحاصر القوات الاردنية. كما توجه رتل من قوات العدو الى
اليامون وتمكن بعد معارك عنيفة من احتلال مواقع المدفعية الاردنية التي كانت تقصف
المطارات الاسرائيلية، ثم تقدم الرتل الى يعبد واحتلها ثم وصل الى جنوبي جنين
واستولى ظهرا على عرابة. ثم واصل لواء العدو الالي تقدمه باتجاه الجنوب فاستولى
على سيلة الظهر بعد قتال عنيف مع القوات الاردنية. وفي مساء 6 حزيران وصل اللواء
الالي الى دير شرف وسيطر على مثلث الطرق الذي يربط نابلس وجنين وطولكرم وتمكنت
قوات العدو من الالتفاف على نابلس يوم 7 حزيران وقتربت من الدبابات التي يقودها
صالح ابو الفول ومحمد امين العبادي. وخاض لواء المشاة الاسرائيلي معركة ضارية مع
القوات الاردنية التي كانت تدافع عن جنين فقد تصدت كتيبة الدبابات الرابعة لقوات
العدو الا ان تدخل سلاح الجو الاسرائيلي دمر معظم الدبابات الاردنية. وقد دارت أعنف
معارك القطاع الشمالي في جنين ومثلث الشهداء الا ان الطيران الحربي الاسرائيلي دمر
معظم الدبابات الاردنية في اللواء الاربعين. وقد وصف العدو القتال على هذا القاطع
بانه عنيف جدا وكانت الدبابات الاردنية تشن هجومات معاكسة كلما تقدمت قواتنا ،
وكانت الهجومات الاردنية من اشد المعارك التي شنها جيش عربي طوال حرب حزيران 1967
فقد تقدم اللواء المدرع الاربعين على مثلث الشهداء ( قباطية ) وهاجم مؤخرة اللواء
الالي M جنوبي جنين ، واضاف الناطق باسم جيش العدو ان في معركة دبابة
لدبابة استطاعت القوات الاردنية ايقاع خسائر فادة بالدبابات والمنجنزرات
الاسرائيلية التي كانت تهاجم جنين من الجنوب الغربي . واضطرت الدبابات الاسرائيلية
الى التراجع . وعندما قامت دبابات اللواء الالي بهجوم اخر لسحب الدبابات
الاسرائيلية المعطوبة فشلت ثانية في الوصول الى الموقع تحت نيران الدبابات
الاردنيةلا المنتشرة بين اشجار الزيتون . فكانت قوات العدو على هذ القاطع تلجأ
للخدعة والانسحاب غربا لتجعل الدبابات الاردنية تلحق بها فتكون طعما سهلا للطيران
الاسرائيلي فتقصفها بالقنابل والصواريخ وقنابل النابالم المحرقة ، مما ادى الى
تدمير معظم الدبابات واستشهاد عدد كبير من الضباط والجنود الاردنيين . حتى انه لم
يبق من دبابات اللواء الاربعين سوى سبع دبابات و16 مجنزرة ، حيث قاتل الاردنيون
الى ان اعلن وقف اطلاق النار في الساعة العشرة من مساء يوم 7 حزيران . وقد حاصر
العدو بعد معارك نابلس جنين كتيبة الدبابات الثانية غربي نابلس قرب مثلث بيت شرف
فقد فوجيء قائدها المقدم صالح شويعر بالعدو يحاصرها فتقدم يهاجم العدو ليخرج من
طوق الحصار ، فدارت معركة عنيفة بين الطرفين استمرت عدة ساعات من ظهر يوم 7 حزيران
، وقد استشهد قائد الكتيبة بعد ان تمكنت بعض دباباته من خرق الحصار وجرح قائد سرية
الدبابات الثانية النقيب مجحم عارف الفايز . وقد خسر العدو على الجبهة الاردنية
اكثر من خسائره على الجبهتين المصرية والسورية متجتمعتين . رحم الله النقيب الشهيد
محمد امين عبد الله المناصير العبادي
المراجع :
*نضال الدعجه*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اخي الزائر :-اذا استحسنت الموضوع وأعجبك؟! يمكنك دعم الموقع بالمساهمة في نشره او اكتب تعليق على الموضوع وسيتم نشره بعد المراجعة !